top of page

ملحمة الفيدار: شجاعة الموارنة وإيمانهم الراسخ


الموارنة يسحقون المماليك في معركة الفيدار سنة 1293

ملحمة الفيدار: حيث يتجلى شموخ الموارنة وقوة الإيمان!

مقدمة ملحمية

في عام 1293، عندما تعرض لبنان لرياح التحديات العاتية، وقف الموارنة بشموخ وإيمان راسخ في وجه جيوش المماليك الغازية. في هذه اللحظة التاريخية، شهدت جبال لبنان معركة الفيدار، التي أصبحت رمزًا للبطولة والتضحية في التاريخ الماروني.


الموارنة يسحقون المماليك في معركة الفيدار سنة 1293

خلفية المعركة

كان السلطان المملوكي يسعى للقضاء على أي وجود حر في جبل لبنان، ولذلك أعد جيشًا ضخمًا للهجوم على جبيل من محورين: الأول من بيروت باتجاه جبيل، والثاني من طرابلس باتجاه المدفون. لكن الموارنة كانوا مستعدين لهذه المواجهة المصيرية.



التحضير والتخطيط

تحت قيادة ثلاثين مقدماً من المردة، تم تقسيم القوات المارونية إلى مجموعتين: واحدة تمركزت في المدفون والأخرى في برج الفيدار وعلى التلال المطلة على جبيل. كانت الخطة محكمة؛ السماح للعدو بالدخول إلى المدينة ثم مباغتته بهجوم كاسح.


الموارنة يسحقون المماليك في معركة الفيدار سنة 1293

أحداث المعركة

تقدمت القوات المملوكية إلى جبيل، بينما كانت القوات المارونية تترقب بصمت. بعد أن دخل المماليك المدينة وبدؤوا الاحتفال بالنصر، خرجت القوات المارونية من مخابئها وهاجمتهم بشراسة. استطاعت القوات المارونية قتل قائد الجيش المملوكي وكثير من جنوده، مما أدى إلى فوضى كبيرة في صفوفهم.



الهجوم المضاد

عندما حاول ما تبقى من الجيش المملوكي الانسحاب جنوبًا، وجدوا أنفسهم في كمين آخر أعدته القوات المارونية في الفيدار، حيث تم القضاء على فلولهم بالكامل. وفي الجبهة الشمالية، حاولت القوات المملوكية التراجع بعد سماع أخبار الهزيمة، لكن القوات بقيادة المقدم بنيامين من حردين منعتهم من الفرار واستمرت في مطاردتهم حتى تحولت المدفون إلى مدفن للغزاة.


الموارنة يسحقون المماليك في معركة الفيدار سنة 1293

الدروس والعبر

تجسد ملحمة الفيدار الشجاعة والصمود والإرادة الحديدية للموارنة. أثبتوا أن حبهم لأرضهم وإيمانهم يمكن أن يهزما أي قوة. تمكنوا من تحويل التهديد إلى نصر، والذعر إلى فرصة لإظهار عظمة إرادتهم.



إرث الفيدار

تبقى معركة الفيدار شعلة مضيئة في تاريخ الموارنة، ودرسًا للأجيال القادمة عن قوة الإرادة والعزيمة. لن يكون هذا الإرث مجرد ذكرى، بل نبراسًا يضيء دروب الموارنة في كل زمان ومكان.

المصادر

  • "تاريخ الأزمنة" للدويهي

  • "المعجم المفصل لتاريخ الموارنة" للمطران يوسف الدبس

  • "حروب المقدمي"

  • الصور: AI


الفرد بارود

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page