لم أحارب لكنني قاتلت! 13 نيسان رفيقتي من الطفولة!
- Alfred Baroud الفرد بارود
- Apr 13
- 2 min read

مارونايت نيوز - كان عمري 6 سنين لما بلشت حرب الوجود، يللي سمّوها الحرب اللبنانية ومنّن بيسموها الحرب الأهلية! بس شو ما سموها، ما كان كتير رح تفرق، لأن هيدي الحرب بكل فصولها كان إحساس الخطر على وجودنا وعلى حياتنا كمجتمع مسيحي مرافقنا لحظة بلحظة. ما منعرف أي ساعة بتنزل قذيفة أو بتنفجرلها شي سيارة ملغومة. ما منعرف إذا القنّاص رح يطال حدا من رفقاتنا أو يكون دوري بفرير الجميزة يللي واقعة على خط التماس! بس عادي، ما حدا كان يخاف، إيماننا قوي لدرجة كملت الحياة كتير عادي!
شوارعنا تزيّنت بالشرايط البيض وصور شهداء ارتفعوا تَيبقى لبنان.
ما كنت أعرف قديش كانت مدرستي قريبة من الجبهة! اليوم بضحك: معقول كانت المدرسة عالجبهة وكل يوم ياخدنا ويردّنا الأوتوكار على البيت؟! كانت المدرسة مليانة تلاميذ، يعني مش بس أهلي كان عندن إيمان ما بيتزعزع، المجتمع المسيحي كلو كان عندو هيدا الإيمان. هيدا الإيمان بيتجلّى برسم إشارة الصليب. إيمان بقضيتنا يللي هي قضية تاريخية بتنتقل بالدم من جيل لجيل بيحملوها شباب المرحلة وبيحملوا حياتن على إيدن، حاضرِين يقدّموها للبنان. إيمان بكنيسة من صخر وبرهبان من نار متل الملايكة، قديسين ماشيين على الأرض.
شباب على الجبهة وبالجامعات، وتلاميذ بالمدارس. رجال على الجبهة وبالشغل. خليّة نحل ما بهزّها لا هاون ولا 120 ولا 150 ولا راجمة! يللي بعرفو إنّو هجموا بالقوّة يللي بتناسبنا، لأنو نحنا هالقدّ قوايا.
كنّا نحلم، أكيد كنّا نحلم نحنا وعمنكبر. وكان الحلم إنو تخلص هالحرب ويرجع لبنان. هيداك اللبنان يللي ما عرفناه إلّا بأخبار أهلنا، يللي عشنا بأحاسيسن. لبنان يللي نحنا كمجتمع تاريخي عمِلناه، ويللي كان منارة.
الحرب خلصت! هيك قرّروا! وهيك صدّقنا! على أمل إنو صار في دولة تحمينا! يعني القضية ارتاحت، مش هيك لازم؟ أكيد هيك لازم لو كانت قضيتنا بتختصر بمطلب أو بمشروع. أكيد هيك لازم لو كنّا شعب غنم!
إذا الحرب خلصت إنّما القتال مستمرّ وما رح يتوقّف طالما الأرض عم تدور وطالما نص الوقت ليل وظلمة. نحنا قضيتنا نار إيمان وشعلانة، ما منرضى بالظلم وما منرضى بالعبوديّة. نحنا ما مننام ومنقول خلص مشي الحال، طول ما في شرّ موجود بهالعالم. للحرب أشكال، وللمعارك كمان، بس للإيمان نبع واحد ثابت ما بيتغيّر. ونحنا من هيدا النبع منشرب ورح نضلّ نشرب.
الفرد بارود
Comments