top of page

غباء أم استغباء؟



مارونايت نيوز - لبنان - أدهشتنا إحدى المدارس التابعة لرهبنةٍ لن أذكر اسمها اليوم، على أمل أن تعي ما تفعله وتتراجع عن منهجها الشيطاني.

ماذا حدث؟

خلال السنة الدراسية المنصرمة، طلب القائمون على المدرسة من التلاميذ، عند زيارة وفد تابع للدولة الفرنسية التي تدعم المدارس التي تُعلِّم لغتها، أن يُجيبوا بـ "كلا" على سؤال إذا كانت المدرسة تُعلِّم التعليم المسيحي!

أليس الكذب خطيئة؟ فكيف تُعلّمون الأطفال الكذب؟ هل أصبح التبشير بيسوع المسيح مبنيًا على مبدأ "المصلحة الخاصة أولًا"؟ هل تقضي تعاليمنا المسيحية بالتلاعب والتحايل؟ هل أصبحنا نؤمن بأن الغاية تُبرر الوسيلة؟ هل تعتقدون، كما اعتقد الملعون يهوذا، أن الثلاثين من الفضّة تخدم الرسالة؟

"بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ." (مت 5: 37).

هل غاب عن هذه الرهبنة أن الناس تُسجل أولادها في مدارسها وتدفع الأقساط لكن لتعلّم أولادهم الكذب؟ أم أنّهم يُسجلون أولادهم لأن هذه المدرسة تُعزز القيم التي يؤمنون بها؟ لكن يبدو أن خيانة الأمانة من أجل المال مبرّرة دائمًا!

ما هو أخطر من الكذب، هو إمكانية إنكار المسيح. ماذا نزرع في عقول الأولاد؟ أن يُنكِروا المسيح عند الحاجة؟

للمُقارنة، عندما أنكر بطرس الرب، ندم وبكى وفهم وعاد إلى التمسّك بقوة الإيمان. لكن بطرس عاش تجربة فردية؛ فهو لم يُعلم الناس أن ينكروا الرب. فكيف نعلم الأطفال ذلك؟ وكيف نزرع فيهم أفكارًا شيطانية تناقض المسيح؟

"فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ." (مت 25: 40).


أما الآن، فهذه الرهبنة التي تدير المدارس تُرسل إلى ذوي التلاميذ لائحة الكتب للعام الدراسي المقبل، وتكتب في نهاية اللائحة هذا المقطع:

"نظرًا لاستخدام بعض الكتب الأجنبية، نود إبلاغكم أن بعض هذه الكتب قد تحتوي على مواد غير متوافقة مع قيمنا الثقافية والدينية. نؤكد لكم أن هذا المحتوى لن يكون جزءًا من برنامجنا التعليمي. نحن ملتزمون بمراجعة هذا المحتوى وتعليم قيمنا المناسبة وفقًا للقوانين اللبنانية والمبادئ الأخلاقية للكنيسة الكاثوليكية."

"En raison de l'utilisation de manuels d'éditions étrangères, nous souhaitons vous informer que certains d'entre eux pourraient contenir du matériel incompatible avec nos valeurs culturelles et religieuses. Nous tenons à vous assurer que ce contenu ne fera pas partie de notre programme d'enseignement. Nous nous engageons à réviser ce contenu et à enseigner à nos élèves les valeurs appropriées conformément aux lois libanaises ainsi qu'aux principes éthiques de l'Église catholique."



هل ما كتبته المدرسة يحميها من المساءلة؟ هل يؤكد التزامها المسيحي؟

ما كتبوه هو رفع لمسؤوليتهم عن النتائج المحتملة لوضع كتب تحتوي على سموم فكرية تُعارض الإيمان المسيحي وقواعد التربية السليمة.

هل تعتقدون أن هذه الجملة تحمي الأطفال من التأثير السلبي لهذه الكتب التي تسهل ارتكاب الخطايا وتضرب أساس التربية الصحيحة؟

هذا يُسمى "التدريس السلبي". أنتم ترغبون في تعليم الأطفال أفكارًا شيطانية، ولكن ليس في الصف، بل بالاعتماد على فضول الأطفال. يكفي أن يقرأ طفل واحد ما تبرؤون أنفسكم منه، لتُسمموا عقله وروحه، ولينشر ذلك بين أصدقائه!

هل تعتقدون أن أولياء التلاميذ أغبياء؟ أم أنكم واثقون بأن ما تقولونه لا يُمس؟

"«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ الَّذِي لاَ يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ إِلَى حَظِيرَةِ الْخِرَافِ، بَلْ يَطْلَعُ مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ، فَذَاكَ سَارِقٌ وَلِصٌّ." (يو 10: 1).

من الطبيعي أن يتكلم الشيطان من خلالكم عندما تصلكم هذه الكلمات، وستقولون بأن الرب يحب الجميع. نعم، يحب الجميع، لكن المختارين عددهم قليل!

"لأَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ»." (مت 22: 14).

نحب الجميع وهذه وصية، لكن محبتنا لا تُقدم الخلاص. هناك مُخلّص واحد، والخلاص لا يتم إلا بالرجوع عن الخطيئة.

"فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا." (لو 15: 21).

ما بالك يا يهوذا الإسخريوطي! كنت مع الرب ليلًا نهارًا، ولكنك اخترت العالم وهلكت فيه. ومع ذلك، صنعت أتباعًا كثيرين، ونهجك ألهم الكثيرين عبر الأجيال. فهؤلاء الإسخريوطيون يعيشون مع المسيح، لكنهم يُنفذون إرادتهم الخاصة على أمل أن يكون نصيبهم كنصيب الزانية، مُتناسين ما قاله لها ربنا وإلهنا يسوع المسيح:

"فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!» فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا»." (يو 8: 11).

لا نريد كتبًا من فرنسا تُسمم أولادنا وأجيالنا وتجعلنا ضد المسيح.

هل أفلست المسيحية من الكتاب والمفكرين الموارنة؟ هل نرسل أولادنا إلى المدارس المسيحية ليتعلموا كل هذه الشيطنة؟

هل فضة فرنسا وأوروبا أغلى من الدم الذي اشترانا؟

"عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ،" (1 بط 1: 18).

"بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ،" (1 بط 1: 19).

إذا كان الهدف جمع المال لتعليم التلاميذ، فلماذا تُقبض الأقساط؟ وإن كان فداءً للعلم، فكم ولد ستُسممهم هذه الكتب؟ لا يمكنكم القول إن هؤلاء فداءً لهؤلاء، لأنّه لا خلاص خارج يسوع المسيح، ولا فداء يوازي الفداء المقدم على الصليب وبالتأكيد لا يخلص أحد.

"«أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟" (لو 15: 4).

كيف إذا كان الراعي نفسه هو من يفتح باب الحظيرة للذئاب؟

إذا كنتم تفعلون هذا عن علم ومعرفة، فهذه مصيبة عظيمة. وإذا كنتم تفعلون هذا عن غير علم، فالمصيبة أعظم، لأنّ مضمونكم لا يشبه ظاهركم.

نعود إلى العنوان "غباء أم استغباء؟" ونجيب بسؤال: واحدة من اثنتين؛ إما أنكم أغبياء أو أنكم تستغبون أولياء التلاميذ؟ وفي كلتا الحالتين، إنها شيطنة.


الفرد بارود

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page