مارونايت نيوز - من غير المقبول أن يقوم أي خوري أو كاهن، كرس حياته لنشر كلمة الرب وخدمة الناس، بتصرفات تسيء إلى رسالته الأساسية وتتنافى مع تعاليم المسيح. المشهد الذي حدث في كنيسة مار مارون في مزرعة يشوع في لبنان، حيث ظهر كاهن وهو يحمل سلاحاً كلاشينكوف على ظهره، يثير تساؤلات عديدة حول المعايير التي يتم اتباعها عند قبول الأفراد في الكهنوت.
منذ نعومة أظافرنا، كنا نسمع أن الكهنوت يتطلب فحوصات طبية تضمن استعداد الشخص لحياة العفة والخدمة الروحية، كي لا يكون الكهنوت ملاذًا لأولئك الذين يهربون من حياتهم الخاصة. لكن السؤال الحقيقي اليوم: هل يتم إجراء فحوصات نفسية أو قياس مستوى الذكاء والقدرات العقلية لمن يدخل الكهنوت؟ وهل يتم تقييم مدى استيعابهم العميق لرسالة المسيح والتزامهم بها؟
هذا الكاهن الذي حمل الكلاشينكوف لم يخدم كنيسته أو مجتمعه بهذه الحركة، بل سمح لإعلام مرتبط بأجندات سياسية، مثل تلفزيون الحزب، أن يستغل هذه الصورة لنشر البلبلة. في وقت يُفترض أن يكون فيه الكاهن رمزًا للتواضع والسلام ونشر الكلمة المقدسة، اختار هذا الكاهن أن يبحث عن مجدٍ زائف لنفسه، متجاهلاً وقوفه أمام ملك المجد الذي بذل نفسه من أجل خلاص البشر.
وفي نفس السياق، نرى ظاهرة أخرى آخذة في الانتشار بين بعض الكهنة وهي السعي وراء الشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال تقديم نشرات الطقس أو التحليلات الاقتصادية، وكأن الكهنوت تحول إلى منصة للبحث عن جمهور بدلاً من الالتزام برسالة المسيح. هذه التصرفات تفرغ الرسالة الروحية من محتواها وتضر بهيبة الكهنوت ورمزيته.
نحن نعلن تبرؤنا من مثل هذه التصرفات ومن كل كاهن ينحرف عن رسالته الإلهية ليصبح مادة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي أو منبرًا للقضايا التي تسيء إلى صورة الكهنوت. المطلوب هو العودة إلى الجذور، إلى تعاليم الإنجيل ونشرها بكل تواضع وأمانة، والعيش وفقها في خدمة الرب والناس.
الفرد بارود
Comments