مارونايت نيوز - لبنان - مع سقوط نظام الطاغية بشار الأسد، يفتح التاريخ صفحة جديدة في منطقة الشرق الأوسط. هذا الحدث المدوّي لا يقتصر أثره على سوريا وحدها، بل يمتد تأثيره الإيجابي ليشمل لبنان الذي عانى لعقود من هيمنة النظام السوري وجرائمه التي طالت كل بيت وشارع ومؤسسة.
لقد شكّل نظام الأسد، بقيادة حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار، نموذجاً للاحتلال المقنّع الذي دمر سيادة لبنان واغتال رموزه الوطنية، وقمع شعبه بكل الوسائل. من تفجير المناطق الآمنة إلى عمليات الاعتقال التعسفي والاغتيالات السياسية، ارتكب هذا النظام جرائم مروّعة بحق اللبنانيين، ولم يُبدِ يوماً أي اعتذار أو ندم تجاه تلك الفظائع، مما يؤكد على طبيعته الإجرامية.
اليوم، ومع سقوط النظام، حان الوقت للبنان أن يتخذ موقفاً جريئاً وحاسماً تجاه كل من تعاون مع هذا الاحتلال المستبد. يجب محاكمة جميع الخونة اللبنانيين الذين خانوا وطنهم وتواطؤوا مع هذا النظام ضد مصالح بلدهم وأبنائه. إن إقامة محاكمات علنية لهؤلاء الخونة وإصدار أحكام رادعة تصل إلى المؤبد أو الإعدام ليست مجرد عدالة، بل هي ضرورة لتطهير لبنان من آثار هذا الاحتلال المقنّع ومنع تكرار تلك المآسي.
إن هذه المحاكمات ليست انتقاماً، بل هي رسالة واضحة لكل من يتجرأ على خيانة وطنه، ولكل من اعتقد أن الجرائم تُنسى مع مرور الوقت. لبنان اليوم بحاجة إلى عدالة شفافة وشجاعة تُعيد كرامة الشعب اللبناني وتضع حدّاً لحقبة من الظلم والاستبداد.
السقوط المدوي للأسد يجب أن يكون بداية فصل جديد للبنان، فصل يستعيد فيه استقلاله الكامل ويبني دولة قادرة على حماية شعبها من أي تدخل خارجي. هذا هو الوقت لتوحيد الصفوف والعمل من أجل لبنان خالٍ من الخونة، لبنان الحر، السيد والمستقل.
الفرد بارود
الصورة: paul-campbell-LO3oGuDSCns-unsplash (1)
Comments