أجندات دخيلة تهدد هوية لبنان: إلى أين تأخذنا وزارة التربية؟
- Alfred Baroud الفرد بارود
- Apr 12
- 2 min read

"فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه. ذكراً وأنثى خلقهم."(سفر التكوين 1: 27)
مارونايت نيوز - في لحظة تعكس حجم الانحدار الأخلاقي الذي يعيشه عالم اليوم، قررت وزيرة التربية في لبنان، ريما كرامي، إدراج خانة ثالثة في السجلات الرسمية المدرسية، تُضاف إلى خانتي "ذكر" و"أنثى"، تحت عنوان "أفضل عدم الإجابة".خطوة ظاهرها انفتاح، لكن حقيقتها التمهيد لتشويه الهوية الفطرية للإنسان، والتسلّل إلى وجدان الأجيال من باب المدرسة، حيث يبدأ تشكيل الوعي.
الشعب اللبناني، بطبيعته وتاريخه، محافظ بالفطرة، متجذّر في قيمه الروحية، يرفض هذا النوع من الانزلاق، بالشكل كما بالمضمون. فهل صار التطوّر يعني العبث بالجنس؟ وهل بات معيار رقيّ الإنسان يُقاس بانفلاته البيولوجي؟الرقي الحقيقي لا يُقاس بمدى تمرّد الإنسان على طبيعته، بل بمدى سمو فكره واتجاهه نحو الخالق، لا في ابتعاده عنه.
أما مسيحيًا، فالموقف واضح وصريح:هذا التوجّه مرفوض بالكامل، لأنه يصطدم مباشرة بجوهر الإيمان المسيحي، وتعاليم الكتاب المقدس والكنيسة التي تؤكد أن الله خلق الإنسان ذكراً وأنثى، لا ثالث لهما. وكلّ محاولة لإلغاء هذه الحقيقة الإلهية ليست إلا تمردًا روحيًا وأخلاقيًا على الخلق والخالق.
لكن هل نستغرب هذا التوجّه، حين نعلم أن بعض الطارئين على الحياة العامة في لبنان تربطهم علاقات واضحة ومكشوفة بمنظمات عالمية مشبوهة، لا يخفي عداءها للهوية البشرية، وتطرح أجندات خطيرة ظاهرها حقوق، وباطنها مسخ للإنسان، ومنها ما يسمّى "الجندرة"؟
هذه الأجندات وصلت اليوم إلى مستويات صادمة، ورأينا في العالم مجموعات تتصرّف كـ"كلاب بشرية"، تعبيرًا عن انفصالها التام عن طبيعتها الإنسانية. فهل هذا ما نريده لأولادنا؟
في لبنان، سمعنا سابقًا محاولات لإلغاء مواد قانونية راسخة، وأخرى لتمرير مفاهيم دخيلة. تصدّى لها بعض الشرفاء، لكن هذه المحاولات لن تتوقف. فهل سنستسلم؟ أم سنكون أصلب إيمانًا، وأشدّ تمسكًا بكلمة الله التي تحمينا؟
تذكّروا جيدًا ما حصل خلال جائحة كورونا... حين خضعت معظم وسائل الإعلام لحملات التخويف والترويع، فصار كل من يشكّك أو يطرح تساؤلات يُعتبر "خطرًا على المجتمع".هذه المحطات نفسها، التي حاصرت العقول لسنوات باسم "الصحة العامة"، منها عاد اليوم ليبثّ سمومًا فكرية تحت عناوين "المساواة"، "حقوق الإنسان"، و"قبول الآخر"، بينما هي في جوهرها تسعى لتحطيم الصورة الإنسانية التي خلقها الله. ما كان يُرفض في الأمس أصبح مقبولًا اليوم، وما هو شاذّ اليوم سيُفرَض غدًا كقاعدة طبيعية... كل ذلك باسم الحداثة والانفتاح، لكن الحقيقة أننا أمام حملة تضليل ممنهجة، تبدأ من الإعلام وتصل إلى المدارس.
ثم يُقال لنا: المساواة! ولكن، أليست المساواة الحقيقية هي في الكرامة التي يمنحها الله لكل إنسان؟ انظروا إلى مساواة المرأة بالرجل: هل زادها ذلك كرامة؟ أم انتزع منها دورها الأمومي والقيادي الحقيقي في المجتمع والعائلة؟
أما عن "شمولية الجميع"، فنسأل:هل نحن جميعًا مشمولون فعلًا؟ أم أننا مهمّشون في نظام لا يحمي إلا قلّة تستأثر بالسلطة والثروة، بينما الأكثرية منهمكة في الركض خلف لقمة العيش؟ وفي ظل هذا العجز، يطلّ علينا من يسمّون أنفسهم "نخبة"، بأفكار لا علاقة لها بحاجات المجتمع، بل تمهّد لأجندات دخيلة تستهدف الإيمان والأسرة والهوية.
إننا نطالب، بوضوح ومن دون مواربة، باستقالة السيدة ريما كرامي، وبطرح الثقة بها وبكل موظف عام يتجرأ على فرض ممارسات تتعارض مع إيمان اللبنانيين، أيًّا كانت خلفياتهم الروحية.
لبنان ليس حقل تجارب ولا دفتر تطبيق لأجندات أجنبية.لبنان وطن الإيمان، وطن الذكر والأنثى كما خلقهما الله، وطن الكرامة الطبيعية، لا الكرامة المُصطنعة. وسيظل كذلك... ما دمنا نحن نرفض ونواجه ونحصّن بيوتنا وقلوبنا وضمائرنا بكلمة الله.
الفرد بارود
Comments